توفيت قبل ٦ اشهر… العثور على جثة الممثلة الباكستانية حمیرا علي في شقتها

إندس- كراتشي –
في حادثة مأساوية ومثيرة للحزن، عُثر على جثة الممثلة والعارضة الباكستانية حميرة أصغر علي داخل شقتها الواقعة في منطقة DHA بمدينة كراتشي، بعد مرور فترة طويلة على وفاتها.
ووفقًا لتقارير الشرطة، فقد تم اكتشاف الجثة في حالة تحلل متقدم، ويُعتقد أن الوفاة وقعت منذ أكثر من ستة أشهر، رغم أن التقارير الأولية قدّرت الفترة بأسبوعين. وكانت الفنانة تعيش بمفردها ولا يتردد عليها أحد بانتظام، ما ساهم في تأخّر اكتشاف الوفاة. قامت الشرطة بكسر باب الشقة بعد بلاغ تقدّم به مالك العقار الذي اشتكى من انقطاع الممثلة عن دفع الإيجار لفترة طويلة. وعند دخول الشقة، صُدم رجال الأمن بمشهد الجثة المتحللة التي كانت تحمل آثارًا واضحة للإهمال الزمني. وحتى الآن، لم يُكشف عن وجود شبهة جنائية في الحادث، فيما أُحيلت الجثة للتشريح لتحديد سبب الوفاة بدقة.
ما يُضفي طابعًا مأساويًا إضافيًا على هذه الحادثة هو حقيقة أن الفنانة الراحلة كانت تعيش في عزلة تامة، دون تواصل منتظم مع أصدقاءها أو أقاربها. وقد أثار هذا الحادث تساؤلات مؤلمة حول ظاهرة العيش وحيدًا في المدن الكبيرة، حيث قد يفارق الإنسان الحياة دون أن يشعر به أحد. وقد علّق الكاتب الباكستاني المعروف ناصر طور قائلًا: “يختار الناس غالبًا أن يعيشوا بمفردهم بإرادتهم، لكن يبقى الموت وحيدًا في الليل واكتشاف الجثة بعد أسابيع أو أشهر… أمر مروّع لا يمكن تخيّله.” أما الصحفي والكاتب هارون ملك، فقال بأسى: “سواء مات المرء وحيدًا أو بين حشود من الأقارب، فهل يهمّه الأمر بعد الموت؟ الجنازات، الكفن، الحرق أو الدفن… كلها طقوس نصنعها نحن الأحياء لأنفسنا، لا للموتى.”
وتؤكد المصادر المقربة من أسرة الفنانة الراحلة حمیرا علي أن والد الفنانة عارض بشدة دخول ابنتها مجال الفن والتمثيل ولكنها أصرت على إرادتها للعمل في مجال الفن مما أدى إلى إعلان والدها عن قطع العلاقات معها، واستجابة لطلب والد الفنانة قامت عشيرة الفنانة بقطع علاقاتهم معها بشكل كلي. وبعد اكتشاف موتها داخل الشقة تواصلت الشرطة مع أسرة الراحلة حيث رفض والدها تسليم جثتها.
رحيل حميرة أصغر بهذه الطريقة المؤلمة يسلّط الضوء على جانب مظلم من الحياة الحضرية المعاصرة، حيث تفصل العزلة الاجتماعية بعض الناس عن محيطهم إلى درجة أن وفاتهم تمرّ دون أن يشعر بها أحد. وهو نداء إنساني لإعادة بناء جسور التواصل والرعاية داخل مجتمعاتنا، قبل أن تتكرّر هذه المآسي بصمت.
