المؤسس والرئيس التنفيذي للمركز: د. عبدالغني أنجم
أخبار الحروبقراءات أمنية

تفجير انتحاري يهز العاصمة الباكستانية إسلام آباد

إندس – إسلام آباد-

في حادث أمني مروّع، شهدت العاصمة الباكستانية إسلام آباد ظهر اليوم الثلاثاء انفجارًا انتحاريًا أمام مجمع المحاكم الإقليمية في منطقة G-11، أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة 27 آخرين، معظمهم من المدنيين، والمحامين، وعناصر الشرطة.

تفاصيل الحادث

وقع الانفجار عند الساعة 12:39 ظهرًا بالتوقيت المحلي، عندما حاول المهاجم الانتحاري اقتحام المجمع القضائي، إلا أن تشديد الإجراءات الأمنية حال دون دخوله، ففجّر نفسه بالقرب من سيارة للشرطة كانت متوقفة عند المدخل الرئيسي.

وأكد وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي أن الانفجار ناتج عن هجوم انتحاري، موضحًا أن رأس المهاجم عُثر عليه في موقع الحادث، مما يؤكد طبيعة العملية.

وسارعت فرق الإنقاذ والشرطة إلى المكان، وفرضت طوقًا أمنيًا واسعًا، بينما تم نقل الجرحى إلى معهد باكستان للعلوم الطبية (PIMS)، حيث يُعالج عدد منهم في حالة حرجة. كما أدى الانفجار إلى احتراق عدة سيارات وألحق أضرارًا مادية جسيمة في المنطقة التي تعج عادة بالمحامين والمتقاضين.

ردود رسمية وإدانات

أدان الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف الهجوم بشدة، واصفين إياه بالعمل الإرهابي الجبان، معربين عن تعازيهما لأسر الضحايا وتمنياتهما بالشفاء العاجل للمصابين.

وأكد وزير الدفاع خواجة محمد آصف أن باكستان “في حالة حرب ضد الإرهاب”، معتبرًا الهجوم إنذارًا خطيرًا بضرورة اليقظة، بينما اتهم رئيس الوزراء شهباز شريف الهند بالوقوف وراء العملية، واصفًا إياها بأنها “إرهاب دولة هندي”، من دون تقديم أدلة فورية.

في المقابل، اتهمت السلطات بعض الجماعات المسلحة القادمة من أفغانستان، مشيرةً إلى أن عناصر حركة طالبان الباكستانية (TTP) تستفيد من ملاذات آمنة داخل الأراضي الأفغانية.

أما وزارة الخارجية في الإمارة الإسلامية بأفغانستان فقد أصدرت بيانًا أدانت فيه الهجوم، ونفت أي علاقة للأراضي الأفغانية به.

خلفية وتطورات
لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها بشكل رسمي، غير أن جماعة “جماعة الأحرار” المنشقة عن طالبان الباكستانية زعمت في منشورات على منصة “إكس” مسؤوليتها عن التفجير، في حين نفت حركة طالبان الباكستانية الرئيسة صلتها بالحادث.
ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد فقط من تفجير انتحاري استهدف كلية عسكرية في وزيرستان الجنوبية، في وقت تشهد فيه باكستان تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات الإرهابية منذ عودة طالبان الأفغانية إلى الحكم عام 2021.
ويُعدّ هذا الهجوم الأول من نوعه في العاصمة منذ عام 2022، ما يجعله تطورًا أمنيًا خطيرًا في مدينة تُعدّ من أكثر المناطق تحصينًا في البلاد.
وتواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لتحديد هوية المنفّذ والشبكة التي تقف وراءه، وسط دعوات وطنية لتعزيز الإجراءات الأمنية في المرافق الحيوية بالعاصمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى