الجزيرة تواجه انتقادات باكستانية حادة بعد نشرها خريطة “محرّفة” وتقارير “منحازة

مركز إندس للدراسات الباكستانية – إسلام آباد-
تواجه شبكة الجزيرة القطرية موجة انتقادات واسعة في باكستان، بعد نشرها تقريراً بتاريخ 25 نوفمبر 2025 تضمّن خريطة تُظهر منطقتي آزاد جامو وكشمير وغيلغت بلتستان التابعتين للإدارة الباكستانية ضمن الحدود الهندية. ووصفت دوائر رسمية وإعلامية في إسلام آباد الخطوة بأنها تجاوز خطير للحقيقة القانونية والسياسية المتعلقة بقضية كشمير.
جدل بين الخطأ التحريري والانحياز السياسي
أثار نشر الخريطة غضباً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الباكستانية، خاصة في ظل ما يعتبره مراقبون ميلاً متزايداً في بعض تقارير الجزيرة إلى تبنّي روايات حركة طالبان الأفغانية وطالبان باكستان. ويرى الدكتور عبدالغني أنجم، رئيس مركز إندس للدراسات الباكستانية، أن ما حدث لا يندرج ضمن خانة الأخطاء التحريرية، بل يبدو متعمداً بما يعكس تضامناً غير معلن مع الجماعات المسلحة. ويشير إلى أن الجزيرة تحولت، عبر تغطياتها، إلى منصة غير رسمية لعدد من الجماعات المسلحة بدءا من حزب الله وحماس والحوثيين ووصولاً إلى حركة طالبان.
حوادث سابقة تعزز المخاوف
الحادثة ليست الأولى من نوعها. فقد رُصد الشهر الماضي حذف وسائل إعلام قطرية لكلمة “حدود” من بيان وقف إطلاق النار بين باكستان وأفغانستان، استجابة – وفق مصادر دبلوماسية – لطلب من حركة طالبان، في خطوة اعتبرتها إسلام آباد محاولة لتقليل الاعتراف الدولي بخط دوراند كخط ترسيم رسمي.
البعد السياسي: هل يتراجع الدور القطري لصالح الرياض؟
يربط محللون بين هذه الواقعة وبين الجهود القطرية في ملف الوساطة بين باكستان وطالبان. فهناك نقاشات داخل باكستان حول مدى حياد الدوحة، وسط مؤشرات على توجّه رسمي لإشراك السعودية في مسار الوساطة بعد تعثر الجولات الأخيرة. ويرى خبراء أن الخريطة التي نشرتها الجزيرة قد تُضعف من صورة قطر الدبلوماسية داخل باكستان، وقد تدفع إسلام آباد لإعادة تقييم مستوى التعاون الإعلامي والسياسي مع الدوحة، خاصة أن قضية كشمير تمثل أحد أهم الثوابت الوطنية الباكستانية.
الموقف الباكستاني: احترام الخرائط جزء من احترام السيادة
شدد مسؤولون باكستانيون في تصريحات غير رسمية على أن أي تلاعب يتعلق بخريطة كشمير يُعد مساساً مباشراً بالموقف التاريخي لباكستان، ولا يمكن اعتباره تفصيلاً مهنياً أو خطأً فنياً. وأكدوا أن إسلام آباد ستتعامل مع الحادثة بوصفها انتهاكاً حساساً يستوجب توضيحاً ومعالجة.




