اشتباك بين “حفّاري القبور” داخل مستشفى حكومي حول جثمان زعيم صوفي.

إندس – إسلام آباد-
شهد مستشفى المعهد الباكستاني للعلوم الطبية (PIMS) في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، يوم الثلاثاء، حالة من الفوضى والاحتقان، إثر اشتباك عنيف بين عدة أطراف على خلفية نزاع حول تسليم جثمان رجل صوفي يُعرف بـ”سائين لياقت”، والذي كان مفقودًا منذ سنوات.
وبحسب مصادر أمنية، فقد عثرت شرطة إسلام آباد مؤخرًا على جثمان سائين لياقت ملقى على قارعة الطريق في منطقة G-13، دون أوراق ثبوتية أو ورثة مباشرين، مما دفع السلطات إلى تصنيفه ضمن حالات “الجثث مجهولة الهوية”.
غير أن تحديد هوية المتوفى الصوفي لاحقًا فجّر نزاعًا حادًا بين عدد من الأطراف المتنافسة على تسلّم جثمانه. وتشير الترجيحات إلى أن دوافع مادية محتملة وراءالاشتباكات، تتعلق بـ”استغلال مكانة المتوفى الصوفية”، ضمن ظاهرة باتت تُعرف شعبيًا بـ”التربح من الأضرحة”، حيث تتحول قبور بعض الشخصيات الروحية إلى مصدر للنذور والتبرعات.
المشهد تصاعد إلى اشتباك جسدي داخل المستشفى، بعد أن حاول أحد الأطراف تهريب الجثمان بالقوة من قسم الطب الشرعي، إلا أن أقرباء الفقيد ومرافقيهم تصدّوا للمحاولة، مما أسفر عن تبادل للكمات وتدخّل أمني لفضّ الاشتباك.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُسلّم الجثة رسميًا لأي طرف، بينما أعلنت إدارة المستشفى أن التحقيقات لا تزال جارية بالتنسيق مع الجهات المختصة، لتحديد الجهة القانونية المخوّلة بتسلّم الجثمان ودفنه.
في المقابل، طالبت المنظمات الاجتماعية والمدنيون المثقفون وعدد من علماء الدين السلطات باتخاذ إجراءات صارمة ضد من وصفوهم بـ”تجار القبور”، مشددين على ضرورة احترام حرمة الموتى ومنع المتاجرة بالأضرحة، لما تمثله هذه الظاهرة من إساءة دينية ومساس بهيبة المؤسسات الصحية والدينية على حد سواء.
