
كتبه/ السيد علي محمد خان (الوزير الفيدرالي الأسبق والقيادي البارز في حزب عمران خان)
تُجسّد العلاقات بين باكستان والمملكة العربية السعودية أصالة الحب والاحترام والانتماء الروحي لأرض الحجاز، الممتدة عبر الأجيال. إنها روابط خالدة وأخوة صادقة على مر العصور، لا تتأثر بالحزب الحاكم في باكستان. فالحكومات في باكستان تتغير، الرؤساء يأتون ويذهبون، ورؤساء مجلس الوزراء يتبدلون، لكن الحب المتبادل والروابط الأخوية بين الدولتين الشقيقتين وشعبيهما مستمرة وتزداد رسوخا يومًا بعد يوم. وتتوج هذه المحبة المتنامية وروابط الأخوة الراسخة بوجود الحرم المكي والمسجد النبوي في المملكة العربية السعودية؛ اللذين يشكّلان محورًا أساسيًا لهذا الارتباط العميق بين الشعبين والدولتين. ونحن نؤكد التزامنا بتعزيز هذه العلاقات وتقويتها أكثر فأكثر مع عودة حركة الإنصاف (PTI) إلى السلطة في المستقبل، كما فعلنا في عهد قائدنا عمران خان حين كان رئيس وزراء باكستان، حيث أولى أهمية كبرى لتطوير العلاقات والتنسيق مع المملكة العربية السعودية. وكانت المملكة العربية السعودية هي المحطة الأولى لجولاته الخارجية فور توليه رئاسة مجلس الوزراء.
الاتفاق الدفاعي المشترك الحالي ليس إنجازًا لحزب أو حزبين سياسيين فحسب، بل هو مصدر فخر واعتزاز لكل باكستاني. كل واحد من بين 250 مليون باكستاني جاهز للدفاع عن المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين، حتى آخر قطرة من دمه. إنه لشرف عظيم لا يضاهى!وهذا ما أكدتُه لسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائنا الرسمي في زيارته لباكستان عام 2019، حين قلت له أن المملكة تعتبر بالنسبة لنا الوطن الثاني، وأننا، 250 مليون باكستاني، نعتبر أنفسنا الأسرة الممتدة لسموه أسرة آل سعود، وسنقف دائمًا مع السعودية الدولة الإسلامية الشقيقة في أوقات الشدائد، إن شاء الله. وقد استقبل سموه هذه المبادرة بابتسامة وثناء على هذا التعبير عن المحبة والأخوة.لقد كان قائدنا عمران خان دائمًا مدافعًا عن الوحدة الإسلامية، ومحافظا لحرمة مكة والمدينة، وحريصا بالدفاع عن المملكة العربية السعودية، كما أنه رفع صوته بجرأة ضد إسرائيل دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين الأبرياء. وفي مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي بإسلام آباد عام 2022، دعا عمران خان بصراحة إلى تشكيل كتلة إسلامية صلبة لضمان أمن وسلامة جميع الدول الإسلامية والدفاع عن فلسطين وكشمير. لقد وقفت باكستان والمملكة العربية السعودية دائمًا جنبًا إلى جنب في أوقات الشدائد، ونحن نؤكد استمرار هذا الموقف في مواجهة أي عدوان خارجي مستقبلا، إن شاء الله.
عاشت الصداقة الباكستانية – السعودية!




